الهمة في طلب العلم

01‏/10‏/2016

جاء في أنباء الرواة في ترجمة أبي نصر القرطبي قال:

كنا نختلف إلى أبي علي السقالي وقت إملائه النوادر في جامع الزهراء في حي قرطبة ونحن في فصلل الربيع قال فبينما أنا في يوم في بعض الطريق أخذتني سحابة فما وصلتُ إلى مجلس أبي علي إلا وقد إبتلت ثيابي كلها..!وحول أبي علي أعلام أهل قرطبة.

فلما رآني مبتلاً بالماء أمرني بالدنو منه ثم قال: " مهلاً يا أبانصر لاتأسف ولاتحزن ولاتأسى على ماعرض لك فهذا شيء يضمحل عنك بسرعة بثياب تبدلها بغير ثيابك ولكن إسمع - يريد أن يغريه ويسليه - قد عرض علي (يقول أبي علي عن نفسه) ما أبقى في جسمي ندوباً وجروحاً تدخل معي القبر:

’’ لقد كنت أختلف إلى مجاهد رحمة الله عليه فذهبت إليه آخر الليل قبل طلوع الفجر لإقترب منه فأستفيد فلما أنتهيت إلى الطريق الذي كنت أخرج منه إلى مجلسه ألفيته مغلقاً وعسر علي فتحه فقلت في نفسي :سبحان الله!! أبكر هذا البكور ثم أُغلب على البكور إليه والله لايكون ذلك!! فنظرت إلى سربٍ بجانب الدار ضيق فأقتحمته فلما توسطته ضاق بي ذلك السرب وذلك النفق فلم أقدر على الخروج منه ولم أستطع الدخول..!
فأقتحمته بشدة حتى خرجت بعد بعد أن تخرقت ثيابي وأثر السرب في لحمي حتى أنكشف العظم ومنَّ الله علي بالخروج فوافيت مجلس الشيخ على حالتي هذه فأين أنت مما عرض علي ثم أنشد:


دببت للمجد والساعون قد بلغوا ...جهد النفوس وألقوا دونه الأزرا
وكابدوا المجد حتى مل أكثرهم..وعانق المجد من أوفى ومن صبرا 
لاتحسب المجد تمراً أنت آكله ..لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا

قال أبو نصر:
فسلاني ماحكاه..وهان عندي ماعرض لي من بلل الثياب بجانب ما أصابه فلازمته حتى مات رحمه الله تعالى

 
منثور. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

المتابعون

زواري من

free counters