السخاء نقاء

10‏/03‏/2012




حكى أن عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما وهو مشهور بالسخاء ، مر على بستان ، فرأى فيه عبداً من العبيد ، يعمل فيه ، ويجمع التمر ،
فجاءه ابن سيده برغيفين ليأكل فجلس العبد ليأكل ، فرأى كلباً قد أقبل نحوه ، يهمهم ويحرك ذنبه ،
فألقى إليه برغيف فالتهمه سريعاً واقترب منه يحرك ذنبه ـ أيضاً ـ فرمى إليه بالرغيف الثاني وقام لعمله ! .
فعجب عبد الله بن جعفر من فعل هذا العبد ! واقترب منه وسأله : يا غلام كم قوتك كل يوم ؟
قال العبد : هو ما رأيت . قال عبد الله ولم آثرت بهما هذا الكلب ؟.
قال العبد : إن أرضنا ليست بأرض كلاب ، وعلمت أن هذا الكلب ما ساقه إلينا إلا الجوع ،فآثرته على نفسي .
قال عبد الله : وكيف تصنع بنفسك هذا اليوم ؟.
قال العبد : أطوي هذه الليلة أي : أبيت على الجوع .
قال عبد الله : يلومني الناس على السخاء ! وهذا الغلام أسخى مني ،
فذهب عبد الله بن جعفر إلى سيد هذا الغلام وطلب منه أن يبيعه غلامه هذا ،
قال سيد الغلام : ولم تريد شراءه ؟ فأخبره بما رأى منه ، وانه يريد شراءه وعتقه ،
وشراء البستان وإهداءه إليه ،
فقال له السيد : أنت تريد أن تفعل به ذلك ، بهذه الخصلة الواحدة ،
ونحن لا نزال نرى منه العجائب كل يوم !. أشهد أنه حر لوجه الله تعالى وأن البستان هبة مني إليه

 
منثور. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

المتابعون

زواري من

free counters